السينما,ذلك العالم السحري ذو الابواب تطل علي عوالم خيالية, قصص مختلفة و غريبة,اما بالنسبة لمنير لم
تكن كذلك , فهو ييبيت في ركن صغير بقرب الجراج و يصبح ليزاول عمله في قرية صغيرة منعزلة عن
هذا العالم , دورة مياه الرجال, هو ذلك العامل متعددالوظائف,تارة ينطف و اخري يملأ اوعية الصابون و
اخري يقطع المناديل الورقية لمستخدمي الحمام املا ان يعطيه احدهم عملة اواثنين,لم تكن الوظيفة صعبة ,
فكان الحمام يمتلئ في فواصل الافلام و اغلب استخدام المكان هو التدخين,بعض من معطر الجو بعدعودتهم
إلي الصالة و ينتهي الأمر,في حفلات منتصف الليل كان يتسلل لمشاهدة الأفلام المعروضة,لكن اكثر قصة
كانت تأخذه هي قصة الفتي العادي المقهور الذي تحدث في حياته تلك اللحظة الفارقة لتصنع منه بطل مثل
افلام الأبطال الخارقين,اما في الحفلات الأخري كان يقف ليتابع فيلمه المفضل, جمهور السينما,فتيات و
شباب من نفس عمره , يلمعون دائما بملابسهم الأنيقة و حقائبهم الملونة, يأتون من مدارسهم و كلياتهم , لكنه
كان يلاحظها هي,ليلي,تلك الساحرة الجميلة,عرف اسمها من نداء اصدقائها لها, يبدو ان لها أهتمام خاص
بين اصدقائها,كيف لا و لها تلك الضحكة الاسرة , يراها وحدها من بين زحام الناس حولها,لا يقوي علي ان
يتوقف عن النظر إليها , النظر فقط,رغم نصيبه الضئيل من التعليم فهو أذكي من ان يطمح ان تبادله ذات
الاهتمام,و لكن يبدوا انها بدأت تلاحظه,مؤخرا بدأ يلاحظها تبادله النظرات من جانب عينها,فيهرب سريعا
ناظرا في اتجاه اخر,هل نظرتها نظرة فضول ام استنكار,ظلت تسأل بعينها عدة مرات,ماذا لو كانت
مهتمة,ها هي خارجة و صديقتها من (صالة 2) ,التقت عينه بعينها مرة اخري , هذه المرة لن يهرب, فهي
التي بحثت عنه,انها تسير نحوه, هل هي غاضبة ام مهتمة,اقتربت منه و مدت يدها اليه,فمد بدوره يده,تركت
في يده ورقة و اكملت سيرها و صديقتها إلي باب الخروج,نظر الي الورقة ليجد الرسالة "عد إلي الأرض"
او بلغة البشر"البنك المركزي المصري,خمسة جنيهات" , لم يتمني ان(تنشق الأرض و تبلعه) كما سيتمني
اي شخص في لحظة مماثلة,و لكنه تخيل ذلك الرجل القعيد (أكس) ياتي نحوه ليقول له انه يستطيع التحكم
بالنار او ان عنكبوت تعرض لشعاع نووي هبط من السقف ليدب انيابه في عنقه,لحظة فارقة,قصة
اخري,فيلم مختلف
*****************
ليلي - محمد منير
http://www.youtube.com/watch?v=vwUuks-rXps
