الجمعة، 15 أبريل 2011

لعله يرضي-قصة قصيرة جدا

صحوت من نومي اشعر بصداع شديد , السماء ملبدة بالغيوم و الجو مترب,
نظرت إلي نفسي في المرآة ,لماذا يحبني من يحبني,
فلست اري هنا ما يستحق الحب,ارتديت ملابسي و نزلت إلي الشارع ذاهبا  لكليتي ,
كان هجوم التراب و الدخان علي  رئتي يشعرني بأختناق شديد , أختناق شديد رغم البرودة الشديدة ,
وصلت للمحاضرة متأخرا بعشر دقائق تقريبا ,كم هو ممل هذا المحاضر ,
اشعر كأني ضغطت علي زر التشغيل في مسجل به شريط فارغ , كم هي مملة تلك الكلية ,
كم هي مملة تلك الحياة , و انتهت المحاضرة بعد ساعة و نصف مرت كأنها عشر سنوات ,
فتوجهت لمحطة قطار الأنفاق لأعود للبيت و أنهي يوم لم استفد منه بالمرة , كم اكره هذا القطار ,
نهرب به من زحام فوق الأرض إلي زحام تحتها , مئات من الوجوه الكئيبة المرهقة تتزاحم في صندوق معدني لا يفصل بينهم سوي قطرات عرقهم حتي في وسط الشتاء في مشهد يذكرني بعلبة سمك "التونة" ,
و عندما كنت منتظرا علي الرصيف , رأيت تلك المرأة تحمل ولدها , كان لا يقل في عمره عن العشر سنوات ,
لا بد انه مصاب بمرض ما سبب له هذا الشلل فصار عاجزا عن المشي,
عاجزا حتي عن حمل رأسه, و صارت مجبرة علي حمله طوال الوقت ,لا بد انها تكره يوم ولدته , لابد انها تكره يوم تزوجت بالأساس ,
لا بد انه ثقيل جدا عليها , فهاهو ينزلق من بين يديها , فرفعته إليها لتتمكن من حمله , فضحك ,
فما كان منها إلا ان قبلته و ضمته إليها في حنان, نظرت إلي نفسي في زجاج القطار  ,
فشعرت بخجل شديد ,فأستغفرت ربي ,
لعلي ارضي , لعله يرضي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق