"اتفضلي يا ستي الأشعات بتاعتك"
عدت لها بعد ان عرضت أشعاتها علي الجراح المختص لأعيدها إليها
"شكرا يا دكتور , و النبي ألأشعة فيها حاجة؟؟"
"قوليلي بس الأول , هو مين الجدع ....أو الجدعة دي ؟؟" كان هناك طفل رضيع علي قدميها
"ده أحمد , الجنبي سلفتهولي عشان يسليني شوية"
"يسليكي , هم ولاد الناس لعبة؟؟"
ضحكت "أصلي زهقت قوي يا دكتور , نفسي أروح بئا , قوللي بئا أن الأشعة مفيهاش حاجة"
"بصي يا ستي , الجراح قاللي ان أشعة دي مفيهاش حاجة , بس يوم السبت هيعملولك شوية فحوصات تانية عشان تتطمني خالص"
و أبتسامتي علي وجهي....كذبت,في الواقع قال لي الجراح انها مصابة بورم غالباما يكون خبيث إذا ما ظهر في مثل عمرها و أستأصاله غالبا ما يكون أجراء مسكن ,و انها غالبا سيتبقي لها حوالي 6 شهور بعدالجراحة .
"متكدبش عليا يا دكتور , عنيك بتقول كلام غير ده , قوللي الحقيقة انامبخافش"
كذبت هي , فهي تخاف جدا لدرجة ان تلك الأشعة فشلنا في عملها لأنها ارتعبت بشدة من جهاز التصوير و أضطررنا لحجز موعد أخر بمساعدة التخدير ,ربما تقول أوراقهاانها ذات 32 عاما , و لكن تراها تحسبها فتاة صغيرة في سن المراهقة
"يا بنتي بقولك الجراح مئاليش أن في أي حاجة خطر أن شاء الله , وبعدين لو في حاجة مانتي هتعرفي هتعرفي , أخبي انا عليكي ليه؟؟"
كذبت مرة أخري , و أنا أحاول بصعوبة أن أحافظ علي تلك الأبتسامة الزائفةعلي وجهي , كيف تقول الحقيقة لتلك الطفلة الضاحكة و هي تحمل علي قدميها هذا الطفل و غالبا تحلم بأن تكون أما لواحد مثله
"ماشي يا دكتور , ربنا يطمنك و لو أن عينيك بتقول أنك مخبي عليا حاجة"
"انا عنيا عايزة تنام , مفيش أكتر من كدة , سلام عليكم "
تركتها , أو بمعني أصح هربت منها , لا أعرف أذا ما كان ما فعلته صحيح أوخطأ و لكن لم يكن هذا ما كنت أفكر فيه , كل ما كنت أفكر به يومها .....ماذا لو علمت أنك سترحل بعد 6 شهور ...بالطبع أول أقتراح هو أفتراش سجادة الصلاة و ما إلي ذلك ,و لكني لست مقتنعا,و كأني أحاول ان أقنع نفسي بالنجاح في أمتحان و أنا اعرف أسئلته مسبقا
(let the people you love know that you love them)
أري الفكرة كثيرا في الأفلام الرومانسية و لكني لم أقتنع بها أبدا,بل من وحهة نظري هي فكرة سخيفة , لماذا تقول لشخص انك تحبه و بالأضافة لذلك أنك ستتركه بعد بضعة أيام .....سخف
لا أعرف , الحمد لله علي نعمة الجهل ببعض الأشياء ...
What if you have 24 hours ????
24-jem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق